وكحيل طرفك بالدموع مهلل وكسير كفك بالجروح مرحب

فالمهد فوق دم السيوف مشعشع والطير دونك وانتصارك أقرب

والموت يشهد أن رحمك مزهر وبرغم آلاف المقابر منجب

فاذا دفنت فسوف تطلع وردة واذا قتلت فسوف يولد موكب

بغداد قيثار الزمان وكأسه وغناؤه ونشيده والمطرب

ياليت مقتل كل جلاد على يد شعبه ، فيد العراق الأصوب

ان الرصافة بالصواعق تحتفي والكرخ من نغم الرواجم مطرب

الشعب باق والشهيد مخلد والوغد فان والمهيب مغيّب

اليوم كرسي الطغاة محطم الكأس ترمي والموائد تقلب

..............................................

البلبل الغريد مهما أوثقوا منقاره ، فله الملاحن تنسب

والنسر منطلق وأنى قيدوا منه الجناح هو الفضاء الأرحب

والنخلة الخضراء ظـلل سعفها عمر الزمان وحسبهم أن يشحبوا

الشمس ناموس العراق ومهده والفجر جن جنونه فليهربوا

سقطت عقول فكرها متحجر ومؤدلج ومعمم ومحزب

وأتى العراق مضمخا بعبيـره وغديره ولم العراق يخرب؟

مادام عانقت الجبال سهولها والكرد تحضن رافديه ويعرب

ما مثل دجلة لو يشيد منزل أم ولا صنو الفرات لنا أب

لك ياعراق جذوعنا وغصوننا ولمن يؤول الظل لو يتذبذب

مهما سمعت قدم وأنى شرقت أو غربت ، أرواحنا لك تنسب

رفعت لبابل بصرة أنخابها ولها بآشور ترنح مشرب

زاخو على النهرين يعقد مهره في أم قصر ونخلة له تخطب

واليوم كاوا بالمآثر مطلق فولاذ نار العشق وهو الأصلب

بدماء كردستان مهما اوغلت غدارة الجلاد فالدم يغلب

نوروز يطلع ناره ووروده قمما متى بطشوا ومهما عذبوا

...........................................

نجف الرمال دماؤنا لك أترعت كأسا وتسكرنا الرمال ونشرب

اليوم مرقدك المحصن باسم فرح بها ومتى ارتآى يتنكب

العبقري الذهن صنوك مدرك نار الدخيل وفيم طاح المنصب

حرق المهيب على هلالك نجمة ومنائر لك بالمدافع تضرب

والانتفاضة يوم باغتها دم غاصت بها ركب ، ومثلك يندب

أفتيت أن الظلم كان ضليعه في الجب اخوة يوسف لا الأذ ؤب

نزعوا السلاح امام مرقدك الذي في الكون سر صرفه لا يعرب

جندي أمريكا المغير لك انحنى فاذا به متوجس متجنب

طوبى لاسمك مثل وجهك نير له مشرق يحنو ويسجد مغرب

..........................................

بينا تمزق من شغيف قلوبنا أبناء جلدتنا الجراح وتسكب

حلم الحياة على يدي جزارنا قد بات يسرق في السجون ويسلب

الام روض كلما وضعت لها طفلا لخطوته المشانق تنصب

سالت بجمجمة الوليد دموعها كأسا ليكرعها المهيب ويشرب

فلذات قلب الام قد داسوا على حباتها وسبوا الحياة واجدبوا

بعثوا الضحايا للحروب وعمقوا نهر الدماء لها وغاص الموكب

حسبي بقلب الام ان عبيره بالدفّ يغمر بيتنا ىيطيب

الام مثل حمامة في ثغرها غصن السلام ومن شذاه سننجب

هي زهرة الدنيا امرغ جبهتي في الوحل من اقدامها واخضب

................................................

يا موطنا قلبي عليك ممزق عبر الشتات وفي السجون معذب

أخشى من الفجار لو بك تاجروا او ان تباع فيشتريك مهرب

في الليل مصاصو الدماء بدربنا عين لهم ومخالب بك تنشب

يا مبحرا في الليل حاذر لاتكن في الريح مثل سفينة تتقلب

ان المسيح متى تسود كراهة رمز المحبة والصليب الاشهب

واذا ادلهمت واستبد ظلامها واستفردت بك باللديغ العقرب

ان الامام علي بوصلة الرجا من كل نهج للبلاغة يطلب

وامام كل مشرد لو شردوا ورفيق كل معذب لو عذبوا

واعقد على ابناء فهد براية حمراء ما ترجو ولست تخيب

هم أشرف الشجر الخيل بموطني هاما وباسمهم الحياة تلقب

.................................................

ارفع لنخب الشعب كأس بطولة لو نال منه الظلم فهو الأصلب

وتوخ منه تمايزا وتعددا فبه المآثر جمة لو تحسب

الا ليالي البعث مثل سحابة مرت ستمحقها السماء وتشطب

الا ابن عوجاء ورحم مثخن بالسم من قذر الافاعي مخصب

ولتغتنم حسن الحياة فأنه بك مترع وبدجلتيك مطيب

وكما بصبحك قرص شمسك مغرم قمر الزمان بسحر ليلك معجب

أوقد شموع الحب في ديجورنا نغم السلام على القلوب محبب

وعلى العراقيين شعّب مقودا فجمال وحدتهم بأن يتشعبوا

لا أن يمرغ هام سومر واحد او بالمسلة اذ يعيث مخرب

ماضر ألوان الأزاهر جمة مادام يجمعهن جذر طيب

جذر العراق ونهره ونخيله وحنان قلب الام وهو الاطيب

لا ألف لا للبعث نحن بدونه نجم الى ضفة السلامة أقرب

ولتغتنم وهجا ببابك سانحا هو مشعل الحرية المتوثب

خذها على طبق المروءة وانتظر غيثا له الارض الخصيبة تعشب

وخذ الجواد ، زمامه لاينتمي للأجنبي ، وسرجنا لايركب

وبعهدتي ان سوف نجمك يرتقي وعلى جبين الشمس اسمك يكتب

...................................................

قالوا فتنت بمارد ومجند قلت التحرر دونه لا يجلب

قالوا احتلال قلت كل دجنة سوداء يتلوها النهار ويعقب

حتى اذا بانت واسفر وجهها بالداء او جس الجذام مطبب

نهدي الى زمن السلاح نفوسنا قدر به اكتافنا تتنكب

فالرافدان لثغر كل مخاتل بئر يذاق الموت منه ومشرب

ستهب آشور وتصرع بابل وتثور أكراد ويهجم يعرب

.........................................................

عبد الكـريم اليوم روحك رفرف شبحا على وطني وذكرك طيب

يا من عفوت وكان نبلك مقتلا هل انت ظل نبوة أم مذنب

بالأمس من قتلوك جاؤا بمجرم وغد يهدم عشنا ويخرب

واليوم جاؤا أرضنا ، بكراتهم اقدامهم تضري ونحن الملعب

اهم الخلاص لحتفنا ؟ ام انهم سيف سيقتلع النخيل ويحطب

بكت الضفاف فربما يردي بها كالبعث قرصان البحار المرعب

قال النخيل لسوف أشمخ باهرا وامام عاصغة الجحيم سأخطب

ان العراق دمي وجذري وسعفتي والشمس والماء الفرات الأعذب

انا العراق وان تشتت ذهنه متحزب ، متزمت ، متعصب

ولسوف اعبر فوق جسر منيتي للمجد امضي او المشانق اذهب

.................................................................

عبدالكريم العفو منك سماحة بك والتسامح شعب دجلة معجب

لكن ومهما قد بلغت تساميا عن غادريك فللمسلة مطلب

ان سوف روحك تقتفي آثارهم سوطا لدبغ ظهورهم يتعقب

بل سوف تخلد والدهور ستختفي ان المصوب في دماك مصوب

مثل المسيح مع الزمان مؤثل والشامتون غداة صلبه غيّب

مثل الحسين على الرماح ممزق وعلى القلوب من الشغاف مقرب

مهما تقوست الظهور وحطمت فلسوف نرفعه الصليب وندأب

درب النضال الى الصباح منارة تدحي صروح المجرمين وتقلب

وكما سيندحر الظلام بشمعة درب النيازك بالنضال مجرب

.......................................................

خلدون جاويد / ستوكهولم ( 11 تموز 2003