مرثية للشهيد الصدر
خلدون جاويد
توطئة لابد منها..
أسهمتُ في عام 1997 بقراءة قصيدة في محفلٍ لاحياء ذكرى الشهيد محمد باقر الصدر
...
ان أي شهيد من ابناء بلدي هو محط الاكبار والقداسة في نظري ... شهداؤنا عظماء
لبديهة مفادها انهم دافعوا عن المبدأ السامي في العدالة والحق ومقارعة الظلم
... كان الحال بمسيس الحاجة الى التضامن بين القوى الوطنية والى الكثير من
الاهابة والتحريض باتجاه الوطن ونبذ الفرقة في المنافي بين الأطراف .. كانت
المنافي مثخنة بالجراح ومأزومة ولاتقوى على انقاذ وطن وكأنما عاجزة أو عاجزة
فعلا عن تحقيق جزء ولو صغير مما تحقق لاحقا ......
أجد ذكرى الشهيد في هذه الأيام مدعاة لنشر القصيدة وتجديد العهد على حب الوطن
والعودة اليه والنضال من أجله ... ولن تمنعني طرائق الأفكار عن محبة الأبرار
...
زهرة الى باقر الصدر
أجد المحبة في هواك سناءا
وتشبثي بضريحك استهداءا
قالوا قتلت َ فقلتُ أبهى وردة
فُنيتْ ، تحدّتْ بالخلود فناءا
قالوا غربتَ فقلتُ مهما ودّعت
شمسٌ ، ينوّر وجهك الظلماءا
وأرى نطاسيا أعاد بطبه
لي موطنا ويرى الجروح شفاءا
يامن ببردة حسنه وكتابه
خلب الهلال وأذهل الجوزاءا
حقا طريقي هوةٌ وتحدرٌ
وأرى طريقك رفعة وعلاءا
وترى اغترابي حفرةً مهجورة ً
وأراك نبعا باذخا معطاءا
هذي منافينا دُناً مسبيةً
رفعتْ جبينك مشعلا وضّاءا
فامنن علينا ياشهيد بموطنٍ
حر ٍ نعبّدُ دربه شهداءا
خذنا لصدرك حيث نهرٌ ثالثٌ
نهمي عليه أدمعاً ودماءا
ياصدر مانفع الحنين اذا غدا
مبكى ولم يكن الحنين فداءا
ياصدر ما نفع التكايا عتمة
دكناء تورث أدهراً دكناءا
ياصدر مانفع الكتاب تلاوةً
من دون أعناقٍ تذوب عطاءا
ياصدر ما التاريخ الاّ مذبح
للفدي يعلن ثورة حمراءا
يدحي على أعتاب خيبر بابها
وبذي الفقار يدقها الحرباءا
ويحز عنقَ جذيمةٍ يهوي بها
والى جهنم ، مومسا عمياءا
ان البكاء عليك محض رجولة
والشعر لو أصغيت ليس رثاءا
الحي أنت ونحن موتُ ملاجئٍ
أفلا بعثت لموتنا أحياءا
كي يوقظوا كهف السبات ، بنينه
باتوا عبيدا والبنات اماءا
هل كان وجهك في النوائب ساطعا
حقا وكان على العراق ضياءا
هل كان للاسلام بقيا ميزة
فجعلته للرافدين رداءا
أوَ ما بلغت من الشهادة ذروة
والمجدِ قمة َ فكرة ٍ شماءا
وخططت بالدم نجمة علوية
تهدي بها الطلقاء والسجناءا
وحشدت أحفاد الغدير بكربلا
فاستبسلوا كراً بها وفداءا
ماالدين افيون الشعوب اذا انبرى
سيفٌ يفضض لمعُه الظلماءا
مالدين افيونٌ اذا رسموا على
صدغ المسلة نجمة خضراءا
ان العراق بقعر ألفِ مجاعة ٍ
يبكي ويرسف في الحصار بكاءا
بينا الرجال مضت على اعقابها
ناديت منهم صبية ونساءا
في كل يوم للمنابر ضجة
فرغى تقام كفاكم استهزاءا
ان العراق بما به من لوعة
وتفجع أسمى شذى وهواءا
ما أفجع المنفى على جلسائه
يتآكلون به سدى وهباءا
والسجن في بغداد كان قصيدة
والموت فوق يد الفرات وفاءا
ياليت لو من كوة سجنية
نلقى العراق وأهله الحنفاءا
لكن رجال كالأسود قعيدة
بدجى المنافي تخجل الشعراءا
ملأوا القلوب بقيحهم بل انهم
سلبوا عليه حربه الشعواءا
ويحشدون من المبادئ فتنة
ويفرقون الفكر والادباءا
عابوا عليّ بأن ذرفت قصيدة
اخرى وأهوى البدر والظلماءا
أو سنديانة دارنا ألوانها
اختلفت زهورا وازدهت أضواءا
او ان في قلبي شرايينا بلا
وطنٍ مسمى قد نبضن سواءا
أو ان عشقي للبرايا ( شيمة )
الانسان في زمنٍ يضج عداءا
أو انني أهديت عيني مرة
من اورثوا لي نظرة عمياءا
او ان لي من خلف ظهري اخوة
رسموا عليه الطعنة النجلاءا
فأجبتهم والشمس تنشر سحرها
فوق الجميع وروحها الزهراءا
الشمس تبعث في الفضاء محبة
ماأضمرت حقدا ولانحساءا
الشمس لحن الكون حين يزفه
لم ينتظر أمرا ولا استفتاءا
ياليتنا بالحب نرفع قبضة
لندق ليل البغي واللقطاءا
يوما ستحنو فوق رمل شهيدها
أُم ٌ ويحضن موطنٌ اشلاءا
ياصدر شد الأزر من وثباتنا
وامسك بعروة موطنٍ يتنآءى
· أن الشهيد جدير بالملاحم لا بالقصائد العابرة ..لقد عاش الرجل الكبير بطمرين
وقرصين – بثوبين ليس الاّ وبرغفين من الخبز – برغيفين يعطيهما الى الشغيل في
داره اذا كانا ساخنين ويتأدم برغيفين من يوم
أمس . ولما طلبوا منه ان يهرب من نفق يحفرونه له تحت داره ، رفض الاقتراح وطلب
الشهادة قائلا اتمنى أن اقتل في سبيل مبادئي ولأن دمي سيحرك الامة ! . انه
مآثره عراقية للشجاعة والفكر ... انه أكبر من سطور شعر
ونثر ....
· أقف امام كل ثائر عظيم باجلال وخشوع .
.....................
|