الحنين الى البيت

خلدون جاويد

ثق ياأبي
أن الحفيد الفذ من دمك المبجلْ
لايزال كعهدنا الأولْ
كذاك البيت في ظل العراق
ونكهة الدنيا
وعطر الأهل ْ.
ثق ياأبي
من بعد موتك
راح يحيا قرة العينين
( ابني ) في ظلالك
في السنى الوردي ّ
من ذكرى العراق
وحزننا الشاكي
وصفصاف لنا في بيتنا الباكي
بمنفانا
الى الأجداد منشدّ ُ
وللكرخين ممتد ُ
ومن دمنا وأدمعنا له أولادْ .
ثق ياأبي
أن الحداد بكى علينا وارتدى أسودْ
ولا في القطب من سلوى
سوى صبر يفوق الحدْ
سوى مهد ٍ
وتابوت ٍ عراقيين بالأصل ِ
فراتيين من جذر ٍ ومن ماءٍ ومن نخل ِ
ومن يقوى على العيش بلا أصل ٍ ولا فصل ِ
هنا يا والدي – ياروحي َ الاولى
عجنّا الشمع بالدمع
وسرنا في ليالي الموت
لم نحصدْ سوى الماضي .
وأما يومنا المسكون بالأوجاع بالسل ْ
فما يقوى على استدراجنا للغد
او تثبيتنا في حاضر ٍ من ذل ْ
أي والله لم نقبل بأن نحيا
بلا ارث ٍ سماوي ٍ
بلا وطن ٍ الآهي ٍ
بلا أنْ كربلا في الدم ْ
هلا ل ٌ ، نجمة ٌ ، فجر ٌ
حمامات ٌ ، منار ٌ ،
مصحف ٌ
تسبيحة من فم ْ !
بلا أن نرتوي من كوثر الأحلام
أو نأوي الى المطلق من حب ٍ لنا قاتلْ
ومن عشق ٍ لنا سام ْ
ومن غجر ٍ
تصاهرنا
وأسياف تلاحقنا
وجوعى في كوابيس ٍ وأشتات ٍ وأيتامْ .
ثق يا أبي أن مانزال
كريشة الطاووس في القرآنْ
بنا وهج ٌ عراقي ٌ
بنا عطر الضريح
قداسة الذكرى
شذى انسانْ
ومهما التفت ْ الدنيا
على الأعناق كالأفعى
فبالسم غداً نشفى !
وباللذعة والكبوة والسقطة ِ
والدمعة ِ والأشجان ْ
نعلو زهرة ً في جبهة التابوت
بل بستان ْ
بل نحيا بألف حياة ْ
وان زحفت مقابرنا
الى الحجرات ْ
وصارت قطعة ً منا
ومن اجسادنا النخرات ْ
ومن أحلامنا المشتولة القدمين في المأساة
فحتى الموت
من طول انتظار ٍ مات ْ
من طوال اصطبار ٍ مات ْ !
      *****************