|
قصيدة بغــــــداد
للشاعر السيد ضياء جمال الدين قالها بعد سقوط الصنم
بغداد كــــادت أن تخيــبَ ضنونــي لـــولا ســـجيةُ ســــرّك المــكنونِ لولا هتافك في السمـــاء مدويـــــاً سقط( الزنيم) وقد رددت ُديــوني فهمست للدنيــــــــا على علاتـــها وزعمتُ أنــكِ علــــة التـــــــكوينِ ورفعت رأسي فوق سارية الدجـى وشددتُ صوبك لو ترين ضـعوني فأنا هنا قســـــماً أنــوء بغربتــــي وقد انحنى ظهـري بجــور سنيني بغداد عشق الصابرين علـى الأذى وهوى خرافيَّ الوشــيج جنونــي إنـــي تطــوّفت البسـيطة كـــــــلها وعرفت أقواماً ومـــا عرفونــــي ولقد تعرّضَ لي الجمــــال فهزنـي لكـــنَّ(دجلة) وحـــدها تُـــــغريني ولقدنظرتُ الى القباب بأســــــرها مــا غير قُبـــةَ(حيدرٍ) تــؤوينـــي وقبــــور كــل الباذلين قصدتـــــها لكنمــــا (صرح الحسين)مُعينـــي ولقد كتبت على الشواطئ بالنــدى شعراً وقد كـــان الفـــرات مَعينـي فيصوّت الواشون مهلاً في الخطى وأنا أنوح حبيبتـــي تدعــــــــوني قالوا تجاوزت المــــدى في حبهــا وشطحت في الرؤيا فقلت دعوني (لم تقوَ صـــــحراءُالطبيعــــة هذه لما جُننت على احتواءِ جنونــــي)* **************** بغداد إنَّ الله يمهل من بنـــــــــى بالغبن دولتـــــه وبالســــــــــكينِ لكنه والصبر غايــة مجـــــــــــده لايهمــــل الشـــكوى وذاك يقيني ويرى وإن طال الظلام على الورى دهراً وتسمــــع حرة المــحزون بـــــغداد إن الله يمحــق قاتــــــلاً بالقاتليــــــن ( بكافه والنـــون ) واليوم شاء بأن يهدم عرشــــهم فغدت سمــاءُ ك تستفزّ سكونــي دكت قصور البغي فوق رؤســهم فتدافع الموهـــون بالموهـــــونِ فإذا بجيش القصر لاذ بصمتــــه وإذا(بسيدهم) بغيــــر مُعيـــــــنِ أين الذين شهدتهم وسمعتهـــــم (بالروح الدم) صمموا يفدونــــي فيردُ صوتٌ (بالرصافة) عاليـــــاً (صه يارقيع) ونـــم بجُّــــبٍ دونِ والكرخ نادى قد خسئت على المدى ما غير رجمك بالمُدى يشفينـــي من أنت حتى تفتدى بدمائنــــــــا ما أنت إلا المنتـــنِ المأفـــــــونِ ما أنت إلا مولدٌ لرذيلـــــــــــــــةٍ والعــــهر مثلك لم يلد لــــــقرونِ **************** لو أنَّ راوية الــــــحوادث منصـــــفٌ لروى بــــــخط واضــــح ومبينِ ولقال طاح الظالـــــمون بظلمهــــــم وانزاح كل مخـــــاتل ومهيـــــنِ وودمُ الضحايــا من تعجل يومهـــــم قبــــل الجيوش وصولـــة التنِّينِ إن الـــذي نـــخر النظـــــام وهـــــدّه صــــوتٌ لثاكلــــة:فقدتُ بنينــي صرعى الشمال بنوا نعوش جحيمهم وفِنا (حلبجة) هاهنــــا يُغنينــــي أما الــــذي حــــفر القبـور فإنهــــــم صرعى الجنوب وكربــلا تكفيني والنخلة الشمّاء حيث تصــــــارخت أنا عمةُ الفـــقراء قد هدونــــــي والهور في وجه الحضارة هاتـــــفٌ سلهم لماذا هكــــذا سلبــــــوني هذا الذي أودى بشــّـــذاذ الــــــورى قبل الجيـــوش وزحفها بسنيـنِ شعبٌ كهذا كيف يقبـــــل قادمـــــــــاً للإحتـــلال ويرضى بالتّد جيــنِ فاذا بصوت الشعب يُسمـــــع هـادراً ما للذيـــن أتوا هنــــــا من لينِ يا كل أرض الرافديـــــــن تصبَّــــري فالصبــح آتٍ رغمَ كل ظنيــــنِ صبـــــحُ البنادق إن أرادوا ذلنــــــــا سيطلُّ ما دامت عليّ يمينـــــي إرجع لتأريخ الــــــعراق وشعبـــــــه واقرأ صحائف ثورة العشـرينِ
|
