تقرير ما دار في امسية ثقافية للكاتب شاكر الانباري .. منتهى محمد
أحييت الشبكة العراقية في الدنمارك أمسية ثقافية على شرف الكاتب والاديب العراقي شاكر الانباري ضمن نشاطاتها الثقافية والفنية في العاصمة كوبنهاكن ، وذلك في يوم 12/5 وعلى قاعة تابعة الى منظمة مساعدة اللاجئين تحدث فيها الاديب عن تجربة عودته الى العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري والتي استمرت اربعة سنوات. استهل الامسية القاص الاستاذ سلام ابراهيم بقراءة نبذة مختصرة عن سيرة الاديب الذاتية ونوه الى ان السيد الانباري هوروائي وكاتب واديب ولد في الانبار1957
شاكر عضو جمعية القصة والرواية غادر العراق 1982 ، عاش الغربه حوالي خمسة وعشرين سنة كانت نتاجها مجموعة ابداعيه من القصص والروايات والمقالات ومن مؤلفاته:
· ثمار البلوط، شجرة العائلة، انا والمجنون، تشكيل شامي، أهواء غامضة، أذرع تتشبث بنا....قصص
· الكلمات الساحرات، ألواح، كتاب الياسمين، ليالي الكاكا، الراقصة، موطن الاسرار...رواية
قرر العودة للوطن ودخل العراق عام 2003 ليعود مرة ثانية الى الغربة2007 مقررا مغادرة الوطن دون لفتة منه الى الوراء .
تحدث الاديب عن تجربته الذاتية بالعيش في ظروف الخوف طول فترة بقائة بالوطن والاحساس ببعد المسافة بينه وبين المكان الذي عاد اليه والذي طالما حلم بالعودة اليه طول فترة غربته وبالاحساس بالغربة الحقيقية والتي كانت وقعها اصعب وامر من الغربة الذي عاشها بعيدا عن الوطن.
كما نوه الاديب عن مقدار الخراب الشامل الذي احدث له صدمة قوية أذهلته وهزت تلك الصورة الجميلة التي طالما رسمها عن وطنه وارضه وناسه وكل الذي كان يدور في مخيلته هو سؤاله عن جدوى الثقافة في هذا الوضع المؤلم الذي يمر به المواطن العراقي فكل مجالات الثقافة لاتعني المجتمع واخر ما يفكر به هو شراء كتاب او قراءة قصة نتيجة للظروف المأساوية التي يعيشها والتي تجعل كل همه الجري وراء لقمة العيش والسعي وراء الامان والاستقرار المفقود.
كل تلك الظروف التي كان يعيشها خلفت لديه صعوبة البدء في مشروع ثقافي ابداعي جديد فصعوبة توفير الظروف المادية مثل الكهرباء والانترنيت وغيرها وكذلك الظروف النفسية من عدم الشعور بالامان والراحة وتوفير اجواء ابداعية جعلت من شبه المستحيل البدء بكتابة ذلك المشروع وكل الذي كتبه مقالات تابع من خلالها الاحداث باستمرار ومن تلك المقالات على سبيل المثال كانت مقالة الكهرباء والتي تتحدث عن كيفية توزيع الكهرباء بين المدن بالعراق من شمالها والى جنوبها وبالتالي يرى الاديب ان تقسيم الكهرباء المتباين يشبه بحد ذاته تقسيم الوطن وان بدا التقسيم بالكهرباء.
كما اضاف الاديب بالشعور الايجابي الوحيد الذي استشعره من خلال وجوده بالوطن وهو حرية العيش بدون رقابة امنية مخابراتيةوملاحظة الفرق الكبير بين العيش بدون سلطة دكتاتوريه قمعية وان كانت الظروف الحالية ولدت سلطات اخرى.
واخيرا أختتم الاديب قوله بان الثقافة بالعراق حاليا ضعيفة وهامشية.وبعيدا عن ما يدور بالعراق فالوضع برأيه جاء بالسلبية على مثقف الداخل والخارج.
ولقد ادلى بعض الضيوف بمداخلاتهم وتعقيباتهم ومنهم
دنى غالي
اضافت الروائية دنى بتعقيب يفيد ملاحظتها بان المقالات حاليا بالعراق لا تعبر عن حرية تامة واستشعار التناقض الملحوض بالرغم من الادعاء بحرية الكتابة واضافت على حديث الاديب شاكر بانها تعتبر ثقافة الخارج هي ايضا ثقافة داخلية على الرغم من وجودها بالخارج وكونها بالخارج لا يقلل من اهميتها .
ابو بهيجة الاخ لطيف المشهداني
اشاد ابوبهية الى كفاح مثقف الداخل برغم الظروف الفريدة التي يعيشها وبسبب تلك الظروف فلابد من وجود اختلاف بين مثقف الداخل والخارج وهذه برايه حالة طبيعية واضاف بسؤاله الاديب عن اذا ما اصيب بانكسار الامل بعد عودته وشهده كل تلك الظروف.
شاكر الانباري
انا لا احس بانني محبط او لم استخدم كلمة انكسر الامل وانما انكسر وهمنا فنحن كنا في وادي والعراق في وادي واما على صعيد الامل فانا اظل احلم وانكسر عندي الوهم وليس الامل ووهمنا كان بجهلنا واقع العراق عندما فكرنا انه فقط سقوط صدام هو الحل.
ام لنا
اشارت الاخت ام لنا بتايدها للاديب بانه ليس للثقافة معنى بمنظر الشارع ولا توجد ثقافة في الداخل ، وتحدثت بتجربتها الذاتيه عام 2004 عندما زارت العراق واكثر ما كان يلفت انتباهها هو الكم الهائل من الصحف بالشارع والاقبال الواسع لشراء هذه الصحف مع العلم انها لم تكن رخيصه نسبيا في ذلك الوقت وتسال الاديب ماهو رايه سبب الاقبال على شراء الصحف في ذلك الوقت ومن ثم تضائله تدريجيا.
وفي معرض رده على تعقيب ام لنا بأنه من الصعوبة الحديث عن انه ليس هناك ثقافة في الداخل ولكنه اكد على وجود الثقافة دون معرفة ابعادها وتاثيرها وحجمها وقد نوه الى كتابه ثقافة ضد العنف كتاب يتناول دراسة عن الثقافة العراقية بعد سقوط صدام مستهلا ذلك بامثلة ، حيث ان مسرحية في بغداد يتم عرضها في بغداد فقط نهارا عند الثانية عشر ظهرا وينحصر الحضور فقط على المسرحيين والكتاب وماشابة ، اذ يقتصر الحضور بذلك على النخبة فقط دون عامة الناس ، اما في المحافظات فمادة وفحوى العروض المسرحية هي دينية طائفيه متوجهة الى جمهور محدد وكانها ضمن توجه مسبق يخدم الهدف الديني وبالذات مذهب محدد لاغير . اما بخصوص الاقبال على شراء الصحف بعد سقوط الحكم الدكتاتوري ، يعزيه الاديب الى الانقلاب الجذري في حرية الصحافة من عدد نسبي للصحف الى كم هائل في الشارع العراقي وتضاؤله تدريجيا يعود الى ان المواطن بات يدرك مدى كذب الصحافة ودجلها ، وهو ليس من مسؤولية الصحفي بل كان على عاتق القائمين عليها .
اما المجتمع العراقي اليوم يكون قد فقد خصائصه الاولى ، واصبح مجتمع يتميز بسمات ابتعدت عن جذورها ليصبح مجتمعا منقسما على نفسه مشتتا ، مهجرا في ارضه وفاقد الثقة بمن يسير امر بلده ووطنه .
اما السيد باسم فقد تتطرق الى دور الثقافة والسياسة في البناء والتغيير ، واكد ان المبدع ليس مطالبا بالتغيير بل هو بتنظيره يكون سابقا له في ذات الوقت اكد بان التغيير هي مهمة السياسي ، وان المبدع هو الباقي بابداعه على ان يكون بعده متجاوزا الحدود الى ابعاده الانسانية .
وهنا اعقب القاص سلام ابراهيم في مداخلته مؤكدا بان القضية المهمة التي تخصنا هي العراق ، واشار الى ان الوضع في العراق سوداوي ومظلم وخطير ، مطالبا بهم مشترك الا وهو الكتابة عن العراق وتجاربنا الذاتية ويرى ان العراق قد رجع الى مرحلة ظلامية اقرب الى الكارثة اعلاميا وثقافيا .
كما وقد تحدث الاديب الاستاذ شاكر الانباري في جوابه على تعقيب السيد باسم قائلا ، يجب على كل مبدع ان يمتلك هوية معينة نابعة من مادة معينة عربي او اي شيى آخر ونحن مادتنا الرئيسية هو العراق .
اشار السيد شاكر الناصري بدور الاعلام الذي يعكس توجهات المجتمع ويلاحظ بانه متحيز باتجاه معين ويدعو الى الترويج للطائفية والسؤال مطروح اولا . كيف استطعت العيش كمثقف تحت هيمنة سلطة دينية ؟ وما الدور الذي يؤديه مثقف العراق في هذه الظروف ؟ وكيف ترى دور القوى الدينية وتاثيرها على الثقافة؟
تحدث الاديب شاكر الانباري في معرض جوابه قائلا بانه يتحتم علينا النظر الى المثقف بنظرة اعمق ، واكد بانه كان يكتب بوجهة نظر غير منحازة ، ونوه الى ان خروج اكثر من مليون عراقي معظمهم من شريحة الكفاءات وذلك بسبب التوجه الديني الناتج عن هيمنة القوى السياسية ، وهذا برايي هو السبب في الهجرة الحاصلةحاليا.
واشار الى ان الصحافة حاليا في العراق ليس لها موقف والصحفي بات يفكر في لقمة خبزه وصار يتلون بمختلف الالوان ، واما القوى الدينية المتمثلة بالمليشيات بالصحافة لانها هى المسيطرة اولا واخيرا على الارض فارضة سلطتها بقوة السلاح. اما في معرض جوابه علىسؤال احد الحاضرين عن اسباب اغتيال الصحفيين ، فاجاب بان نسبة اغتيال الصحفيين هي قليلة قياسا بما يتعرض له المدينين من قتل يومي وتدمير .
وفي ختام الامسية قدمت السيده ناهدة جبر شكرها وتقديرها للاديب والكاتب شاكر الانباري لاغنائه الامسية بافكاره متوجهة له بالاسئلة التالية .
كيف ترى العراق بعد عشر سنوات بعين كاتب ؟
وكيف تفسر انتشار ظاهرة الحجاب المرأة الملحوظ وهي غريبة جدا في السنوات الاخيرة؟
اجاب الاديب شاكر بان الوضع في العراق ممكن ان يهدأ ، اما مسألة الحجاب فلها اكثر من سبب ومنها اولا الظروف المأساوية التي يمر بها العراق والتوجه الديني لاكثرية شرائح المجتمع العراقي ، وثانيا فرض الحجاب بالقوة بقدوم السلطة الدينية عن طريق التهديد نظرا لعدم وجود سلطة اخرى تحمي الشعب ومثالنا في منع محلات التسجيلات من عرض الاغاني والتهديد باغلاق وتفجير محلات الانترنيب ومنع الموظفات من الذهاب الى الدوائر.