إلى مكتب سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي دام ظله الشريف بعناية جناب حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي النجفي دامت تبريكاته
نرفق إليكم التقرير التالي للزيارة الأخيرة للاجئين العراقيين القابعين تحت وطأت السلطات الدنماركية نرجو من مكتبكم الموقر الاطلاع عليه.
زيارة الى معسكر اللاجئين العراقيين في الدنمارك
قامت اللجنة المكلفة بزيارة معسكر احتجازاللاجئين العراقيين الدنماركي المسمى (آون سـتغوب) بتاريخ 6 شــعبان 1427 المصادف 1 أيلول 2006 والمكونة من :
وقد لاحظت اللجنة منذ البدء تشـديد الأجراءات الامنية في معسـكر الاحتجاز (آون سـتغوب ) عن المرة السابقة التي زارته قبل أربعة أشـهر حيث لاحظنا وضع بوابة دخول الكترونية حديثة مسيطر عليها بالكمبيوتر المركزي تبين صورة الداخل عن طريق ادخال بطاقة الكترونية ممغنطة تعتبركهوية اللاجئ في جزء من بوابة الدخول الالكترونية بحيث يمنع الدخول اذا لم تتطابق صورة الداخل مع الصوره الموجودة في الكمبيـوتر.
بوابة الدخـول الالكتـرونية الجديدة ويلاحظ بقايا اعمال التثبيت الحديثة
وقد قامت اللجنة بالاجتماع مع بعض اللاجئين المتواجدين في المعسكر لاطلاعهم على آخر مستجدات قضيتهم واهتمام المرجعية والحكومة العراقية بمشكلتهم.
حضر اللقاء مجموعة كبيرة من الآباء والامهات واطفالهم. وقد بين الكثير منهم حاجة اولادهم للعناية الصحية والتعليم على كافة المراحل. وقد شكى الآباء بحرقة ولوعة امتناع المدارس في المنطقة القريبة من معسكر الاحتجازمن قبول ابنائهم في صفوفها مما حرم ابنائهم من دخول المدارس في هذا العام الدراسي برغم مراجعتهم للكثير من الدوائر ذات العلاقة وحتى منظمة الصليب الاحمر الدنماركية لم تستطع اسعافهم بشئ سوى فتح صفوف خاصة داخل معسكر الاحتجاز. لم تحضى هذه المبادرة برضى الآباء والامهات لان مثل هذه الصفوف لاتفي بالمعايير الدراسية المعمول بها في الدنمارك ولايمكن اعتماد طرقها التدريسية رسميا لانها خارج النظام الدراسي الدنماركي ويقوم بالتدريس بها معلمون من خارج الاسرة التعليمية.
لقد كان جليا ً للجنة حجم المعاناة الهائلة التي تمر بها هذه العوائل وبقية اللاجئين واللاجئات من حيث العزلة الكبيرة عن العالم وانتظار المجهول والامراض النفسية المختلفة التي يتعرضون لها والتخبط الاداري في ايجاد حل ملائم لقضيتهم التي مضى عليها سنين طويلة.
مجموعة من اللاجئين المحتجزين في معسكر الآون ستغوب الدنماركي يتوسطهم سماحة السيد الطالقاني
من الســهولة جـدا ً ملاحظـة الهمــوم اليومية الكبيرة التي يعيشها المحتجزون في هــذا المعسـكر الدنماركي حيث يقضي اللاجئ يومه تحت رقابة شـديدة من عشـرين كاميرا مثبتةً في مختلف أرجاء المعسكر ويتعرض الجميع الى الكثير من الازمات النفسية الشديدة التي لايستطيع تحملها الانسان العادي ولكنها تبدو بصورة واضحة عند الاطفال الذين كانوا يتصرفون بنوع من الغرابة اثناء وجودنا في المعسكر وقد استمعنا للكثير من شكوى وألم الامهات والآباء لما يحدث لاولادهم امام اعينهم دون ان يستطيعوا عمل شئ معسكر الآون ستغـوب الدنماركي ويلاحظ المداخل المحكمة
لانقاذهم .
وقد قامت سلطات الصليب الاحمر الدنماركية بتوزيع بعض الحلويات والمقبلات على الاطفال الا انها ذات نوعيات غير محببة لديهم مما دفعهم للعزوف عن تناولها برغم شغفهم كعادة الاطفال بمثل هذه المنتجات وقد لاحظنا وجود هذه الكرتونات ملقاة في الممرات كقمامة او تستخدم لتثبيت الابواب كما هو واضح في الصورة ادناه.
ومما زاد استغرابنا لوضع اللاجئين هو ما تقدمت به احدى اللاجئات التي عرضت موضوعها على اساس انها قد خضعت للضغوط الشديدة من السلطات الدنماركية ووافقت على العودة للعراق مع ابنها المعوق والذي لايبرح فراشه مطلقا ً وقد اصـطحبتهما لجنة من الشرطة ودائرة الهجرة الى المطار بعد تحديد يوم السفر قبل فترة طويلة. وبعد الانتظار والقلق الشديدين تمت اعادتهما للمعسكر بدعوى عدم تحمل ابنها ظروف السفر!!! وهي الان تطالب السلطات الدنماركية للسماح لها بالعودة !!!!
واثناء ذلك تم عرض ورقة علينا صادرة من المنظمة الدولية للهجرة التابعة للامم المتحدة وعنوانها بيان العودة الاختياري(يمكن الاطلاع عليها في نهاية هذا التقرير) حيث تحتوي على فقرة غريبة وعلى اللاجئ اقرارها قبل التوقيع وتنص على :" أدرك أن الاوضاع غير آمنة للعودة الى الجمهورية العراقية في الوقت الحالي ومع ذلك فإني أرغب في العودة الطوعية الى العراق. وأدرك أن المنظمة الدولية للهجرة لاتتحمل أية مسؤولية حال وصولي الى الاراضي العراقية وعليه فأني أخلي طرف المنظمة الدولية للهجرة من أية مسؤولية او مخاطر قد أتعرض لها بهذا الخصوص."
في ختام زيارتنا حملونا تحياتهم الكبيرة واحترامهم العالي للمرجعية الرشيدة وتثمينهم للدور المهم الذي تقوم به في متابعة قضاياهم وركزوا على ان يتم حل مشكلتهم بالتفاوض مع الجانب الدنماركي مباشرة لمنحهم حق الاقامة القانونية في الدنمارك ليكون لهم تأثير على مجريات حياتهم ومستقبل اولادهم الصحي والدراسي لاسيما وان الظروف الامنية في العراق لاتتناسب والعودة مع العلم بأنه تم ترهيب وترغيب 318 لاجئا ً عراقيا ً للعودة للعراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري فقتل منهم 2 وعاد 80 منهم للدنمارك لصعوبة الحياة في العراق !!!!
اللجنة المكلفة من قبل المرجعية العليا في النجف الاشرف
مكتب آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي