الثقافة والتحريم
يعقد تجمع السنونو الثقافي في الدانمارك ندوة فكرية بعنوان الثقافة والتحريم وذلك ضمن فعاليته السنوية:(حرية بلا حدود).
يسعى تجمع السنونو الثقافي من هذه الندوة ومن خلال مساهمات ضيوفه وقراءاتهم التقرب الفكري من العوامل التي أدت إلى ظهور التحريم واستفحاله. وما الحاجة الاقتصادية أو المصلحة السياسية الكامنتان وراءه. أهو جعجعة أخلاقية للتغطية على سوء توزيع الثروات وإبطال الأسئلة حول شرعية الملكية، ولِم من يملك الأرض يستولي على عقول قاطنيها. كيف تحولت الرغبات الجسدية إلى مخاطر جسيمة تهدد أمناً اجتماعياً، أكثر من الفقر والحرمان والعنف. وكيف تلعن رغبة، وتبارك قذيفة تشظي جسداً. وكيف ينظر للرغبة كمنشور جسدي يدعو للانحلال وليس لعيش لحظة وجود وحرية. وما هي الحيثيات وراء اتهام الجسد بالخطيئة، ولماذا يولد الجسد مدنساً وآثماً، يتطلب تطهيره مجاهدة وحرمان. وفطرته توجب التحكم بوجوده. ولماذا يختص التحريم في تقنين جسد المرأة وتعين وجودها وحساب أفكارها. فالتحريم ظاهرة ثقافية، لتوظيف جسد المرأة في العملية الاجتماعية، ومراقبة أدائه وتقرير وظائفه. التحريم نشأ مع نشوء الدولة وقيام إيديولوجيتها. لكن كيف تمكنت الدولة بآليتها المختلفة من جعله قيمة مقدسة واسعة التبني، وحرسته بأعراف، خرافات وتقاليد وشرعت قوانين صارمة للحفاظ عليه بالقوة، وتواجه اجتماعياً بالنبذ وبالتحقير من يخرج عليه، في حال تمكنه من الإفلات من قبضة القانون وعقوباته. نطرح أسئلة، لعلنا نظفر بحرية التفكير بالإجابة.
العنوان: møstings hus, andebakkesti 5. 2000 frederiksberg الوقت يوم الخميس 19 مايو 2005 الساعة الثامنة مساء
البرنامج
الشاعر منعم الفقير مدير تجمع السنونو كلمة السنونو ومداخلة عن التحريم (ضراوة الحمل ووداعة السكين). يقول في مداخلته: التحريم مناوئة الجسد وإبطال شرعية رغباته. انه إجراء ذكوري سياسي ديني الطابع، ويعبر عن تخوف ذكوري تاريخي من تولي المرأة لإدارة الحياة، فيحرم بذلك الرجل من السلطة ومن متعة ممارسة العنف. التحريم حجاب الحرية، كما هو آلية ثقافية لاحتواء الجسد، والتحكم بوجوده وكيفية استعماله. لكن العصر الحديث وبفضل الاستنساخ الذي سيفصل الجنس عن الإنجاب، سيطرح أسئلة وجودية تغيرية، ستحرج الفكر السلفي، وسيرد عليها كالعادة بالدعوة إلى مزيد من الإرهاب. ثم يقترح الفقير طرح القيم على الاستفتاء العام، ويكون للشرائح البشرية المختلفة دور في تقريرها وحق في الاختلاف حولها، ولِما لا يجري كل عقد زمني مراجعة القيم وإعادة تعريف المبادئ. والتحفظ على التالف منها. ولماذا تحتكر السلطة - الدولة إنتاج القيم وإدارة توزيعها. ولماذا ينظر إلى التحريم كمكون من مكونات الهوية القومية والدينية، فهناك إصرار على انه شأن ثقافي وطني - قومي، أو ربما شأن سيادي. إن طرحاً كهذا يرمي إلى الإنفراد بالقمع و إبطال شرعية ومفعول التضامن مع الضحايا وتقليص آفاق النضال العالمي من أجل الإنعتاق ومن ثم الحرية. فالتحريم وسواه من قيم القسوة والحيف، يجب التعاطي معها ليس كشئون محلية بل كقضايا كونية، يجوز نقدها وتوسيع مقاومتها. نعم، منبوذة تلك الهوية التي تتشكل من التحريم والإقصاء. فالتحريم قد حرم الحضارة البشرية من مساهمة نسائية، كان يمكن لها أن تغيير مجرى التاريخ من ظلمات الحروب إلى نور السلام. كما حرم التحريم أيضاً الحضارة الكهنوتية من ظهور رسولات ونبيات. أما التاريخ المدون لا يحفل إلا بنساء محسوب عددهن بدقة. وأما ظهورهن التاريخي فكان مرهون بولائهن الذكوري، فيحسب هذا الظهور عليهن وليس لهن. ففي الوقت الذي تزدحم صالات التاريخ بالرجال وصراع حضارتهم وأمجاد حروبهم. نرى النساء محشورات في مطابخ العالم، يقيضن على الوقت بالطهي والجلي والثرثرة. فالحق على الحمل، منْ غرر به ليكون حملاً، وعذراً أيها السكين على الإزعاج.
الكاتبة جريته غوستبول وزيرة الثقافة السابقة الأمين العام للمجلس الدانماركي للتعاون الثقافي مع الشعوب، تتحدث عن آفاق التعاون مع العالم العربي، وستتطرق إلى "المبادرة العربية" وهي مشروع دانماركي سياسي ثقافي. يتوجه إلى المؤسسات والأفراد في العالم العربي، يحث على التعاون وتبادل الخبرة، كما يدعم مادياً ومعنوناً نشاطات الديمقراطية والإصلاح ويشجع مشاريع التنمية وجهود إرساء الشفافية.
الشاعرة مرام المصري: شاعرة سورية مقيمة في باريس، ستتحدث عن تجربتها كامرأة وشاعرة تعيش وتكتب في ظل ثقافة تقوم على التحريم. فمرام المصري تتناول في مشروعها الشعري وجود وأحاسيس الأنثى في عالم ذكوري يطعن بسويتها الإنسانية. ومعروف عنها تصديها الشعري للتابو. ولا فكرة تحول دون تحقيق مرام لرغباتها الشعرية، حتى المتحفظ عليها من التحريم.
الشاعر الدانماركي أف. ب. ياك، شاعر متمرد بنصه وبسلوكه، يخرج على المألوف. يعد أحد أهم شعراء جيل السبعينات إثارة للاهتمام بعد الشاعر ميشيل ستروجه الذي أنهى حياته بإلقاء نفسه من نافذة الطابق الخامس، ظناً أنه سيحلق عالياً، كما أخبر جلساءه، قبل أن تقرر رغماً عنه حياته نهايتها. فالشاعر ياك يختلف عن زملائه من الشعراء بطريقة قراءاته.
شاعران من مدرسة الكتاب الشاعرة أنيته ايجلوند الشاعر هارالد فوتمان كريستنسن
دعوة كاتبين شابين في كل فعالية، تقليد دأب عليه تجمع السنونو منذ تأسيسه قبل ما يزيد على عشر سنوات.
الدعم والتعاون تقام الفعالية بالتعاون مع جامعة كوبنهاجن وبرعاية سكرتارية الفنون في وزارة الثقافة الدانماركية والمجلس الدانماركي للتعاون الثقافي مع الشعوب.
تجمع السنونو الثقافي اتحاد ثقافي دانماركي مستقل، يضم نخبة من فناني وأدباء الدانمارك· تأسس في العام 1992، يتخذ من العاصمة الدانماركية كوبنهاجن مقراً له· يعمل التجمع وفق اللوائح الدانماركية المتعلقة بتنظيم عمل الاتحادات الثقافية· يعنى بتنمية الأواصر الثقافية بين الدانمارك والعالم العربي· كما يسعى من خلال موقعه إلى تنشيط الحوار العربي الاسكندينافي وإرساء أسس التفاهم وتوسيع نطاق التبادل الثقافي وضمان فاعليته ورعاية تأثيره· يعمل تجمع السنونو الثقافي لتحقيق ذلك من خلال الفعاليات الثقافية المختلفة: (ندوات، حوار، أماس، ترجمات، إصدارات)· يقيم ويساهم التجمع في العديد من الفعاليات الثقافية التي يدعو إليها كتاب وفنانين عرب ودانماركيين للمشاركة معاً· يعد التجمع جهة اقتراح واستشارة فيما يتعلق بالعلاقات الثقافية العربية الدانماركية· يتعاون تجمع السنونو الثقافي مع مختلف الجهات (حكومية أو شعبية) عربية أو اسكندنافية لتحقيق أهدافه
ASSUNUN Att. Muniam Alfaker P.O. Box 1048 1007 Copenhagen K Denmark Fax: 00 45. 35 85 18 16 .tlf. 00 45 25 30 25 26 e-mail. alfaker@assununu.dk www. assununu.dk
|