رحلتي مع الجلاد ... الحلقة الثالثة / مـَن هو الشيخ مهدي السماوي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تأليف السيد سعد العذاري الحسيني السماوي

                                                                 تقديم إحســان ديبـس السماوي

                                                                Ihsan_67@hotmail.com

 

 

 

ولد الشهيد الشيخ مهدي السماوي في مدينة السماوة عام 1350 هجرية في بيت علم وعبادة , وترعرع في بيت عـُرف بالورع والتقوى وتغذى من عبير الايمان , وقد تلقى مبادئ الشريعة بإشراف والده المرحوم محمد رضا السماوي , ثم التحق  بالحوزة العلمية في النجف الاشرف ليدرس العلوم الاسلامية على يد الشيخ آغا يرزك الطهراني والشيخ محمد رضا المظفر .

واثناء ذلك حاز التفوق في تحصيله العلمي بفراسة سياسية وثروة ادبية وقابلية شعرية رشـَحته لينال العضوية في منتدى النشر والرابطة الأدبية

فكتب الكثير في مجلة " الايمان " و " النجف " و " الأضواء " ثم انتدبه السيد محسن الحكيم ( قده ) وكيلا له في مدينة السماوة , فجنـّد كل طاقاته وإمكانياته من اجل الإسلام والوقوف ايضا ً بوجه جميع التيارات الكافرة والاتجاهات الفاسدة

لم يساوم ولم يهادن أو يداهن في دينه طرفة عين ابداً , مما جعله موضع تقدير ورضى وتقديس في نفوس الناس على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم لروحه العالية وسلوكه المستقيم النيّر وسيرته التي تمتلك القلوب والمشاعر  والاحاسيس , فهي مترعة بجميع معاني السمو والورع والزهد في الدنيا , والاقبال على الله  تبارك وتعالى بدرجة لم يستطع اعداء الله العثور على هفوة له في قول أو فعل في شخصيته الرسالية وسلوكه العلمي .. ففي الوقت الذي كرس الشهيد ( رحمه الله ) حياته للجهاد والتضحية وإحقاق الحق وإزهاق الباطل وإقامة العدل ومحاربة الظلم

نجده ابـاً رحيما ً ,  بارا ً عطوفا ً, لكل المحرومين والمعوزين , يتفقدهم في بيوتهم , وطالما يأتي وأهله جياع ليشبع غيره من الفقراء والمساكين , حاملا ً اليهم ما يحتاجون اليه , مكثرا ً لهم العطاء والمساعدة , وكثيرا ً ما كان يتصل بالمسؤولين عن طريق الهاتف ليحـّد من تصرفاتهم الّلا إسلامية , ويتدخل أكثر من مرة في حوار ساخن مع المحافظ ومدير التربية حول المناهج التربوية وطرد المؤمنين من المدارس بسبب عدم إنتمائهم الى  الحزب العفلقي العميل و الفاشي الكافر , ومنع الحجاب للطالبات المؤمنات إلى غير ذلك من المواقف البطولية التي وقفها ( رحمه الله ) في وجه هؤلاء الطغاة

 

لم يدع الشهيد الشيخ السماوي مجالا ً ولا ميدانا ً يستطيع أن يتخذ منه مكانا لنشر تعاليم الإسلام إلّا نصب فيه منبرا ً , ودعا إلى الله تعالى وإلى رحاب القرآن وبث تعاليم الدعوة , مؤكدا ً بأن المجتمع مهدد بالإنهيار والضياع إذا لم نستيقظ من رقدنا, وننفض تراب الجهل والكسل عنا , كان من ضمن برامجه الحياتية عيادة المرضى الراقدين في المستشفى بشكل دوري ومنظم , حتى قال له رئيس الأطباء القيّمين مرة .....:

 " ياسماحة الشيخ  عيادتك المرضى نصف العلاج وتسكينا ً لآلامهم " .

 

وللشهيد أثر مشرق ونيّر في تنشيط الحركة الفكرية الإسلامية وبناء المجتمع الإسلامي وتقدمه , وفتح بيته البسيط للشباب والمثقفين , وجعله معهدا لتربيتهم ,  تربية جهادية , وتوجيههم لسحق قوى الشر المنتشرة في البلاد , ومقاومة الفساد , كما يؤكد على الإخلاص لله والتمسك بالحق والتحرز من أغلال النفس والهوى والشيطان , وبقدر ما نكون صادقين مع الله تبارك وتعالى ,  ينصرنا على كيد العدى

 فأنشأ مكتبة الإمام الحسين ( ع ) العامة وإصدار النشرات والكتب الإسلامية , منها سلسلة من هدي أهل البيت ( ع )  التي ضمـّت مجموعة قيّمة من المعارف الإسلامية والعقائدية , ومنها :

 

1-      لمحات خاطفة عن شخصية أمير المؤمنين ( ع )

2-      مع الحســين ( ع )

3-      في إستقبال شهر رمضان

4-      مع أنصار الحسـين ( ع )

5-      وفد الله وحجّاج بيته الحرام .

6-      الإمامة في ضوء الكتاب والسنة .. والذي عزم على إصداره بعشيرين جزء أو أكثر , فكتب الجزأين الاولين بمداده وخط بقية الاجزاء بدمائه الطاهرة .

وله مؤلفات أخرى مخطوطة ....

 

 

يتبع في الحلقة القادمة عن حياة شهيدنا الغالي الشيخ مهدي السماوي ..