غذاء المسنين

                        

 

 

          يتضمن الموضوع أعلاه مضامين عدة أتعرض لها تباعا ًً وبشكل موجز بعد مقدمة بسيطة .

          لو أردنا تعريف الشيخوخة لوجدناها مرحلة عمرية زمنية تتابعية للإنسان لا مناص منها تقدمت أو تأخرت عند بلوغه الخامسة والستين من العمر زادت بقليل أو نقصت عن ذلك وهي في الوقت ذاته حد ووضع فيزيولوجي حيوي طبيعي .

          تتأثر الشيخوخة بعوامل ومؤثرات عدة منها الوراثية والبيئية والغذائية والنفسية وغيرها . في الوقت ذاته نجد أن التقدم التكنولوجي والتطور العلمي الطبي الرائع بالذات العلاجي والوقائي منه قد ساعد وأثر بشكل ملموس و واضح في إزدياد نسبة المسنين على كوكبنا .

         الأن وبعد هذا المدخل المختصر أرى  أن غذاء المسنين الصحي اللازم يجب أن يدرس وينظم ويعالج بموضوعية على أساس المنبع و الفقه الطبي العلمي والحياتي الصحيح والخالي من الثغرات والذي يتمحور على ركيزتين اساسيتين ألا وهما الكمية والنوعية يضاف لهما الإلتزام بالمواعيد المنتظمة والثابتة لتناول الوجبات الغذائية اليومية حيث يفضل أن تكون الفترات بين الوجبات حوالي أربعة ساعات مع ضرورة المشاركة الإجتماعية وبالأخص أؤلائك الذين يحبهم المسن ويحبونه كالأولاد والأحفاد , الأقرباء والأصدقاء .

     عودة على ذي بدأ هناك ضرورة قصوى لتقليل كمية الغذاء المتناول يوميا ً بهدفً خفظ عدد السعرات المتناولة يوميا ًعلى أن يتضمن الغذاء عناصر متوازنة غنية بالبروتينات, واللحوم خاصة , كونها المصدر الجيد للعديد من العناصرالهامة والضرورية لجسم المسن وذلك لصيانةالأنسجة وتقوية جهاز المناعة . كما و للأسماك أهميتها الغذائية لصحة المسنين لما تحتويه من أحماض أمينية وبالتحديد أوميغا 3 التي تساعد كبار السن في الوقاية من تدهور وتلف شبكية العين وتجنبهم العمى  . إضافة ً لما ورد أعلاه  يجب الحد من الإفراط في تناول الكاربوهيدرات والإمتناع عن تناول الدهون المشبعة وتعويضها بالإكثار من أكل الخضروات والفواكة التي تساعد الجهاز الهضمي على أداء وظائفه بصورة جيدة وعلى الوجه الأكمل,كما أن تناول اللبن الرائب ( الزبادي) يساعد جسم المسنين على إمتصاص مختلف المعادن المهمة ويخلصه من الإمساك ويخفظ ضغط الدم الشرياني وينظف الجهاز البولي كما أن الزبادي بإحتوائه على الكالسيوم يقلل من إمتصاص الدهون المشبعة الضارةالخبيثة وبالتالي يخفظ الكولسترول السيئ المسبب للكثير من الجلطات القلبية والدماغية                                                                  ولا يفوتني هنا التذكير بضرورة تقليل تناول ملح الطعام وذلك للحد من خزن السوائل والأملاح خاصة كلوريد الصوديوم ومنع نفاذها إلى داخل خلايا الجسم . كما يجب التأكيد على تحاشي تناول المشروبات الغازية التي تسبب هشاشة العظام والإقلال الملحوظ من الإعتماد على السكريات والحلويات .

         تناولت في الأسطر أعلاه ولو بإختصار شديد  جوانب ً مهمة من نوعية غذاء المسنين والأن نأخذ بعين الإعتبار أهمية التأكيد ولفت الإنتباه إلى ضرورة ثانية لا تقل أهمية ً عن الأولى ألا وهي الإلتزام المنضبط والدقيق بمواعيد منتظمة وثابتة لأوقات تناول الوجبات الغذائية اليومية و المطبوخة جيدا ً التي يفضل أن تكون صغيرة ومتعددة تتخللها فترات زمنية تقارب الأربع ساعات

         ماتقدم يمكن تصنيفه أو إدراجه ضمن أنواع الرجيم الغذائي للمسنين بمعنى التنظيم الغذائي اليومي بشقيه الكمي والنوعي ولا يعني ذلك الحرمان الغذائي الذي قد يسبب ضغوطات وازمات نفسية للمسن , ويجب أن نجلس للمائدةونتركها دون الشبع أو التخمة . يفضل شرب كاس أو أكثر من الماء النقي قبل الطعام بدقائق فذلك يساعد على الإحساس بإمتلاء المعدةوبالتالي الشعور بالشبع .

        أخيرا وليس أخرا ًألفت نظر أعزائي القراء من كبار السن إلى ضرورة ممارسة الرياضة اليومية في مختلف صورها ورياضة المشي على الأقل مع مراقبة الوزن والتخلص من الزائد منه .

  

دمتم بصحة وعافية

الدكتور سالم الخفاف . السويد / مالمو .

موبايل

 0046736934363

بريد إلكتروني:

  drsalemh@hotmail.com