الإنفلونزا

 

                                         

تمهيد:

         مرض معدي إنتقالي فيروسي الأكثر إنتشارا ً بين البشر كبارا ً وصغارا كذلك بين الطيور والحيوانات .

         يشمل هذا المرض إصابة الجهاز التنفسي العلوي , الجيوب الأنفية والإذن الوسطى وأحيانا ً نادرة المفاصل .

         يكتسب المريض بعد الإصابة بالإنفلونزا مناعة وقتية قد تمتد إلى شهرين أو ثلاثة ويمكن أن تطول إلى سنة أو أكثر.

         غالبا ً ما تحدث الإصاب ة بشكل فردي تنتشر بسرعة بين أفراد العائلة وقد تشمل مجموعة ملامسة أخرى , وفي أحيان أخرى تتوسع الإصابة لتشكل وباء يصيب بلدا ً محددا ًأو منطقة تشتمل على عدة بلدان . في أحيان نادرة يكون الوباء عالمي مثل الذي حصل في عشرينات القرن الماضي والذي كان من أسوأ الحالات على الإطلاق وخلف وفيات قاربت المئة مليون إنسان وعلى أثر ذلك كثفت ونشطت الأبحاث لمعرفة المزيد عن هذا المرض ومسبباته

 

الأسباب :

              كما أوردنا سلفا  ًأن الإنفلونزا مرض فيروسي السبب بنسبة  95%  من الحالات وهناك قرابة  ال 400 نوعا ً مختلفا ً من تلك الفيروسات  وخطورتها تكمن ليس فقط  في هذا العدد الهائل  وإنما بتنوعها  وقدرتها على التكييف مع جهاز مناعة الإنسان  ومن هنا  يمكننا تفسير تعرضنا  للإصابة  بالإنفلونزا مرات متعددة طوال سني حياتنا.

        تصنف مستعمرات هذا الكم الها ئل من الفيروسات الناقلة للإنفلونزا إلى ثلاثة أقسام رئيسية :

A , B , C  ويشكل النوعان الأولان منهم الأكثر حدية وخطورة وإنتشارا في الوقت الذي تكون الإصلبة بالنوع الثالث خفيفة ويكاد المريض لا يشعر أو يشتكي من أعراضها .

 

الوقاية :

            لها أساليبها وطرقها المتعددة وفي مقدمتها الإبتعاد عن مصادر العدوى و هنا يجب التأكيد على ضرورة تقوية مناعة  ومقاومة الجسم بصورة عامة  وذلك بالتغذية الجيدة الصحيحة والإلتزام بالتوزيع والتنظيم السليم للأوقات اليومية ( العمل , الراحة , النوم ) .

 

           هناك لقاح وقائي أمين ونافع  خالي من الأثار الجانبية  فعال ضد أنواع معينة من الفيروسات الناقلة للإنفلونزا لذلك يعطى سنويا ً و في  كل مرة يتجدد بتغيير نوع الفيروس المنتشر لذلك العام . اللقاح قد لا يقي تماما ً من الإصابة بالإنفلونزا ولكنه بالتأكيد يخفف كثيرا من إحتمال الإصابة والتي إن حدثت فستكون ً خفيفة الأعراض  وبالتالي خفض نسبة الوفيات جراء الإصابة .

 

العدوى :

             ينتقل فيروس الإنفلونزا بإنتشار رذاذ المريض عبر الهواء عند التكلم  , العطاس والسعال وكذلك عن طريق الملامسة والإتصال المباشر بالمصافحة والترحيب والقبل وهنا  أود الإشارة إلى قصر فترة الحضانة أي الفترة ما بين دخول الفيروس إلى جسم الإنسان وبين ظهور الأعراض والتي قد تستغرق من سويعات  إلى يوم أو يومان .

الأعراض :

 

                 شعور المريض بالتعب والإرهاق والنعاس والصداع .

                ألام بالعضلات والمفاصل وبالأخص أسفل الظهر والأطراف .

                حالة تهيج وحكة في الأنف والبلعوم والعينين مصحوبا ًبرشح وسيلان من الأنف ودمع في العنينين

               بعد عدة أيام قليلة يبدأ السعال الجاف ليتحول إلى سعال رطب مع إفراز قشع أو بلغم

               أرتفاع درجة حرارة الجسم مع القشعريرة وقد تصل تلك الحرارة إلى درجات عالية (40 مئوية أو أكثر بقليل ).

               الشعور بالغثيان والذي قد يتبعه القئ والإسهال .

          إن إغلب هذه الأعراض سرعان ما تزول ويتعافى المريض خلال أسبوع إسبوعان أو ثلاثة , لكن قد يصاب المريض بمضاعفات مرضية جدية وخطرة كإلتهاب الأذن الوسطى , الجيوب الأنفية , الربو , ذات الرئة وإلتهاب القلب والأشخاص المعرضيين للمضاعفات أنفة الذكر هم هؤلاء الذين يعانون بالأساس من أمراض مزمنة  خاصة الإصابة بداء السكري  أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي وبالأخص الربو .

 

العلاج :

 

              بداية ً يجب التذكير بعدم وجود مضاد حيوي  فعال أو دواء معين خاص شافي لفيروسات الإنفلونزا . ولكن غالبا ً ما ينتصر جهاز مناعة الجسم على الفيروس ويقضي علية ويتشافى المريض .

             كل الوسائل المتاحة وكذا الأدوية والأعشاب تخفف من وطأة الأعراض  وهذه الوسائل تشمل الراحة والنوم المريح الكافي والإكثار من السوائل الدافئة والعسل . أما الأدوية فتشمل قطرات الأنف والأقراص المسكنة للصداع والألام ,الشراب المهدئ للسعال أو المقشع للبلغم .

            إن إستشارة الطبيب للتأكد من الحالة المرضية وإعطاء الأدوية الخاصة الضرورية  تجب حين إستمرار أرتفاع درجة حرارة جسم المريض لأكثر من ثلاثة أيام متتالية أو إمتداد السعال لفترة تزيد على الشهر مع  وجود صعوبة بالتنفس  وتغيير لون البلغم إلى الأخضر أو وجود ألام في الأذن مع خروج  صديد منها  .

 

          أخيرا ً وليس أخرا ً لا بد من المرور ولو بشكل تنويهي موجز على وباء قد شغلنا وأخذ منا ولم يزل وطرا ً كبيرا ..  وباء شبيه الطاعون في عصرنا ا هذا الوباء  الذي طاف عبر العالم ليصل إلى عالمنا العربي ألا وهو

                                                            

 

 

إنفلونزا الطيور  أو كما يحلو للبعض تسميته بالإنفلونزا الطيري  ويسبب هذا المرض فيروس خاص من نوع   H5N1   الذي يصيب  كافة الطيور والمدجنة منها .

        تكون الإصابة خفيفة أو معتدلة الأعراض والحدية في حالات , بينما تكون الإصابة  في حالات أخرى حادة  ومدمرة وخلال ساعات معدودة قد لا تتعدى ال 48  ساعة .

              المصيبة والكارثة , إن صح التعبير ,  كون هذا النوع من الفيروسات قد يتكييف في بعض الحالات  وينتقل  لإصابة الإنسان  كما لاحظنا ذلك في حالات , ولو كانت فرادية ,  ولكنها ليست  بالقليلة تلك الذي حدثت في العالم وفي منطقتنا العربية بالذات .

ختاما ً تقبلوا صادق دعائي بدوام الصحة والعافية.

الدكتور سالم الخفاف . السويد / مالمو

للاستشارة الطبية المجانية يرجى الأتصال بالهاتف الجوال 

        0046736934363

أو عبر البريد الإلكتروني:
drsalemh@hotmail.com