الأفة (( المخدرات ))

 

وقاكم الله ,  قرائي الاعزاء ,  شرورها وكل عام وأنتم بألف خير

إنها    المخدرات

حقا ً ,  إنها أفة العصر .. تلك الحبيبات والوريقات الصغيرة اللعينة .. ذلك العالم المقيت الزائف ..

عالم الخيال الكاذب والهلوسة الحسية والبصرية والسمعية

يعاني من الأدمان على المخدرات أكثر من 180 مليون شخص في العالم وفي بريطانيا لوحدها حوالي مليوني شخص .

والأدمان على المخدرات يعتبرمن الأسباب والمسببات الرئيسية لجرائم العنف في المجتمع كالسطو المسلح والسرقة والأغتصاب والحوادث على إختلاف أنواعها  ,  تبعا ً لذلك فهو يكلف الحكومات أكثر من 120ملياردولار سنويا .

التوزيع الجغرافي لمتعاطي المخدرات يغطي العالم كله, أي بمعنى قرابة  170 بلدا ً وإقليما ً, وبالتحديد فإن القارة الأمريكية  تشتهر بتعاطي الكوكائين , بينما مدمني أسيا وأوربا يتعاطون الحشيش والإفيون والمنشطات .

لقد أكد العلماء والباحثين على إختلاف مشاربهم مخاطر الإدمان على المخدرات في المجالات الصحية والأنسانية والأجتماعية والأقتصادية, مما يتطلب تظافر وتكاتف كل الجهود الخيرة بما فيها الفرد والأسرة , المجتمع والدولة  للمعالجة الجادة وإيجاد الحلول الجذرية والجدية لأستئصال ذلك الخطر المحدق بالمجتمع ومستقبل البشرية  الأدمان يعني لغويا ًالتعاطي المتكرر للمواد المؤثرة والذي يؤدي إلى الأعتماد البدني والنفسي عليها. وكلمة المخدرات  مشتقة من خدر بكسر الخاء وتسكين الدال والتي تدور معانيها لغويا ً حول الستر , إذن بمعنى أخر فالمخدر هو ما ستر وغطى , فالمخدرات  ما يستر عمل ونشاط الجهاز العصبي المعتاد  . أما التعريف العلمي للمخدرات فهي مواد كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الالم .

والأدمان على المخدرات مرض خطير وقاتل وهو وهم يبحث فيه مدمنوه عن المتعة الزائلة والسعادة الوهمية والدوران في حلقة مفرغة لا نهاية لها .

تبدأ تلك التجربة البائسة الأليمة اليتيمة بجرعة بسيطة صغيرة سرعان ما تليها جرعة أكبر للحصول على نشوة اكثر ثم تزداد الجرعات للأستزادة

من التحليق في ذلك الخيال والفضاء الزائف وأخيرا جرعات أكبر وأكبرللتخلص من أعراض الأنسحاب المستجدة  .. مسيرة مظلمة نحو الهاوية

والنهاية المحتومة ..... الضياع والموت .

 

 

أسباب الأدمان متنوعة ومتعددة أوجزها وبإختصار كالاتي :

1.النفسية وتشمل المشكلات العاطفية وشخصية الفرد وقلة الثقافة والادراك

2. الإجتماعية وتشمل الأنفلات الإجتماعي والتفكك الأسري , تأثير المحيط وعدم توفر البدائل السليمة لملئ أوقات الفراغ لدى الشباب

3. إقتصادية وتشمل البطالة والفقر وسوء الاحوال المعاشية والركود الأقتصادي

التصنيف له أوجه متعددة ومتباينة ولكني سأشير وبإختصار إلى ابسطها وأقدمها . فهي من حيث التأثير والمفعول على النشاط العقلي للمتعاطي

وحالته النفسية تصنف إلى   : منشطات , مهدئأت, مسكرات , مسببات للنشوة ومهلوسات  . وحسب مصادرها تصنف كالتالي :

أ ـ  مخدرات طبيعية وتكون النباتات مصدرها السائد والغالب وأوجزها بما يلي :

نبات الخشخاش وهو شجرة يصل طولها حوالي أربعة أقدام ذات ازهار بهيجة حمراء او بيضاء وتتركز المادة الفعالة في الثمرة

الغير ناضجة . ومن هذه النبة يستخرج الأفيون والذي يصنع منه المورفين والكودايين.وطريقة تعاطيه  إما عن طريق الحقن في الوريد او البلع

ولأحتواء الإفيون على أكثر من 35 مركب كيميائي فهو يعد من أخطر أنواع المخدرات حيث يؤدي إدمانه إلى تغييرات مرضية في جسم المدمن

منها إحتقان المخ وإحتمال النزيف داخله , تلييف الكبد وكذلك من أعراضه كسل المعدة والامعاء ( الأمساك المزمن ) , الخمول والنعاس .

كما يمكن أن يؤدي إلى إضطراب الدورة الشهرية للمرأة وإنخفاض السائل المنوي لدى الرجال .

.نبات الكوكا وتتركز  المادة الفعالة في اوراقه  ومنه يستخرج الكوكائيين والذي يتعاطوه عن طريق الشم أو التدخين في الغليون ( البايب )   وكذلك عن طريق الحقن بالوريد

نبات القنب وهو نبات بري يصل طول شجرته متران أسماه الصينيون واهب السعادة واطلق عليه الهندوس إسم مخفف الأحزان

وتتركزالمادة الفعالة  في أوراقه وفي القمم الزهرية منه . ومن هذا النبات يستخرج الحشيش والماريجوانا .

نبات القات وتتركزالمادة الفعالة في اوراقه وتنمو هذه النبة على مرتفعات اليمن والحبشة والصومال ويتعاطونه عن طريق المضغ

بالفم مع اللعاب ويمنح القات ماضغيه حالة شعورية منعشة وميقضة ومغيبة في نفس الوقت احيانا , ًفهوينشط الجهاز العصبي السمبثاوي

ليعطي ذلك الشعور بتحسن الحال والمزاج وتزايد القدرة البدنية . وللقات مفعول اخر يتمثل في إرتفاع الضغط الدموي الشرياني وإزدياد ضربات القلب

وخفقانه ورفع حرارة الجسم . القات يسبب القلق والارق  والعرق . يتعاطى القات قرابة 40 مليون فرد يتركز أغلبهم في اليمن والصومال وكينيا

الخمور وهي الناتج  المستخلص من عملية التخمير الطبيعي لبعض المواد الغذائية ا لحاوية على السكريات والتي تتحول بعد التخمير أو التقطير إلى كحوليات

6.نباتات أخرى كالصبار وست الحسن والداتورة وعش الغراب وبذور جوزة الطيب

ب ـ مخدرات نصف مصنعة  : وهي مواد تحضر بعد تفاعل كيميائي بسيط مع مواد مستخلصة من النباتات المخدرة والمذكورة أعلاهأوبعد التصنيع

عادة ما تكون أقوى من الأولى ومثال على ذلك الهروئين الذي ينتج من تفاعل مادة المورفين المستخلص من نبات الخشخاش مع مادة كيميائية تسمى أستيل كلورايد

جـ ـ مخدرات مصنعة كيميائية في معامل خاصة واصلها  غير نباتي                        

الأضرار والمخاطر والمضاعفات متنوعة وشاملة و خطيرة وكثيرة أوجزها بما يلي :

الجسمية.تؤثر المخدرات سلبا ً على مختلف أجهزة ومفاصل الجسم وعموما ً فمن أعراض الإدمان على المخدرات فقدان الشهية والهزال والضعف العام وما يتبعه من

ضعف المناعة ومقاومة الأمراض كالأيدز والتدرن الرئوي كما وتحدث المخدرات أضراراً على الجهاز الهضمي كسوء الهضم والإمساك الناتج عن كسل الامعاء والمعدة , تلف الكبد والبنكرياس

اما تأثيرها على الجهاز العصبي فيتركز على تلف المخ مما قد يسبب ضعف الذاكرة والخرف المبكر والصرع. وتسبب المخدرات تلف الشرايين وما يتبعه من أمراض القلب والاوعية الدموية

وفقر الدم وإرتفاع الضغط الدموي . ومن جراء الإدمان على المخدرات تتعرض النساء الحوامل إلى مشاكل صحية خطيرة مثل فقر الدم وأمراض القلب والسكري وتشوهات الاجنة والولادات الميتة

النفسية  كثيرة ومتشعبة بداية تحصل إضطرابات في الحواس والتوازن وتؤدي المخدرات إلى إختلال في التفكير والشخصية إضافة للهذيان والهلوسة .

كما وإن المخدرات تؤدي إلى الكابة والقلق المستمر وحدة المزاج والتوترات العصبية .

الإجتماعية وتتجلى في تغيير شخصية المدمن وسلوكه السلبي كون الفرد لبنة الأسرة المجتمع

إقتصادية ويتضح ذلك من إن المدمنين هم عادة أفراد غير منتجين لابل مستهلكين إن لم يكونوا مخربين للأقتصاد بشكل او باخر

أعلاه تطرقت وتناولت جوانبا ً موجزة ومختصرة من أنواع الأدمان السلبي واود الإشارة وبإختصار أيضا ً إن هناك أنواعا ً اخرى للأدمان غير السلبي ويمكن ان نسميها أحيانا ً بالأيجابي  كالتعود على تناول الشاي والقهوة والتدخين والإدمان على القراءة ومشاهدة التلفاز والتسوق والجلوس امام الكمبيوتر و.... الإدمان على الحب  ولو   إن من الحب ما قتل . 

العلاج والشفاء يتوقف على عدة عوامل أهمها رغبة المريض بالاقلاع والتخلص من هذا البلاء ومدى تعاونه مع الطبيب المعالج وإلتزامه بالارشادات والتعليمات كافة ثم ياتي الدور الرئيسي الاخر الا وهو الاسرة في الوقاية والعلاج وللمجتمع دوره الفعال في المؤازرة و الإحتضان واخيرا ً الدولة بمختلف مؤسساتها ذات العلاقة وتأكيدا ً فإن تكاتف الفرد والأسرة والمجتمع والمتخصصين

من نفسانيين ورجال دين واطباء واجهزة الدولة التنفيذية كفيل بالوقاية والعلاج والشفاء والتاهيل وإعادة الإندماج الإجتماعي

عذرا ً قارئي الكريم إن أطلت عليك ولكنني يقينا ً لم أك قد وفيت الموضوع حجمه من االأهتمام والسرد والتوضيح وذلك لضيق المجال .

ختام المسك تقبلوا دعواتي الصادقة بالسلامة

      للإستشارات الطبية المجانية يرجى الإتصال على  الهاتف الجوال 0046736934363

وعبر البريد الإلكتروني

drsalemh@hotmail.com