عمليات
التجفيف ألحقت أضراراً بأقدم الحضارات -
مركز دولي يتبني اعادة احياء اهوار العراق
الزمان : : GMT 05.00 hours + 2003-05-03 - 00:22:44
عمليات
التجفيف ألحقت أضراراً بأقدم الحضارات -
مركز دولي يتبني اعادة احياء اهوار العراق
يأمل مدير مركز الاراضي السبنحية في جامعة
ديوك زيارة العراق خلال فصل الصيف المقبل
كجزء من الجهود لاعادة وترميم اهوار بلاد
الرافدين، حيث تعتبر هذه الاهوار من اغني
مناطق العالم بالحياة البرية وهي موطن
لحضارة ولثقافة انسانية قديمة لحقها
الدمار نتيجة انخفاض الموارد المائية
بالاضافة الي مالحقها من دمار بسبب سياسات
حكومية سابقة تعمدت تجفيفها وتخريبها.
وقال مدير المركز كورتيز ريتشارد سون ان
التدهور الاوسع الذي لحق باراضي سبنحية في
الزمن الحديث في العالم مضيفا انها مأساة
حصل معظمها في العقد الاخير. وفي لقاء معه
قال ريتشارد سون حول الاهوار بانها (كنز
بابعاد بيئوية لا تصدق) كما ان بعض
الدارسين يقولون ان الاهوار هي موقع جنة
عدن الواردة في التوراة) ويقدر ريتشارد
سون انه اكثر من 90% من المساحة الاصلية
المقدرة بــ 7700 ميل مربع من البحيرات
الضحلة الكثيفة الاعشاب ومستعمرات القصب
والمجاري المائية قد تدهورت الي اراض
يغطيها الغبار وتسودها التشققات واراض
اخري ذات ملوحة عالية وهي لا تبدي قبولا
لحياة برية او نباتية جديدة. بدأت سيرورة
التردي منذ اكثر من عشرين عاما عندما أخذ
التدفق المائي الوارد من تركيا وسوريا
والعراق يتناقص بشكل كبير في نهري دجلة
والفرات. بعدها وعلي اثر انتفاضة عام 1991 في
مناطق جنوب العراق قام نظام صدام البائد
بحملة مركزة ومنظمة لاقتلاع وتدمير ثقافة
وحضارة سكان الاهوار العرب التي تعود الي
5000 عام. وكانت حملة صدام حسين قد اشتملت
علي حفر قنوات تصريف مثل نهر ام المعارك
سوية مع مذابح ضد قطعان الجاموس التي تتخذ
من الاهوار موطنا لها واحراق القصب الذي
ينمو في المنطقة كما تحدثت الانباء عن
عمليات تسميم واسعة لمناطق الاهوار ورشها
بالمبيدات العشبية. نتيجة ذلك اصبح حوالي
مائة الف من سكان الاهوار يعيشون الان في
معسكرات لجوء خارج العراق.
والان هناك مشروع اسمه (مشروع عدن ثانية)
طرحه قبل سقوط نظام صدام مهندس مدني عراقي
هو عزام علوش وزوجته سوزي. بهدف اعادة
الاهوار لسابق عهدها. وقال ريتشارد سون
بانه دعي ليشغل منصب المستشار التقني
لمشروع عدن لان مشاريع مركز الارض
السبنحية في جامعة ديوك للبحث والترميم
تبذل جهودا كبيرة للتقليل من التلوث
وتحسين التدفق المائي في ايغرغليدز في
فلوريدا. وهناك ما يجمع بين خصائص الاهوار
في العراق وايغرغليدز في فلوريدا من ناحية
حجم المشروع ومساحة الارض وكذلك المناخ
الشديد الحرارة في المكانين وامكانية
الاستفادة من الخبرات ونقلها الي العراق .
ان طبيعة مياه انهار بلاد الرافدين مختلفة
حيث مياهها غنية دوما بالاملاح واراضي
الاهوار بحيرات عملاقة وسط مناخ صحراوي
جاف وحار فالملوحة شديدة، وبعد عمليات
التجفيف تراكمت الاملاح وجفت التربة
وتلوثت والان السؤال الاهم هو كيف يمكن
تأمين كمية المياه اللازمة لاعادة الدورة
الطبيعية هناك وغسل الاملاح لتعود الحياة
النباتية والمائية فيها؟
|